يسم الله الرحمن الرحيم
ابتعد عن شر من احسنت اليه
ما يحز في النفس هو عندما تجد اقرب الناس إليك يتنكرون لجمائلك،
ولا تراهم عندما تحتاجهم، وأن ذكروك لا يذكرون سواء عيوبك ومحال
ذكر محاسنك لماذا يا ترى؟ لماذا نذكر عيوب الآخرين ونجعلها كالـــنار
تحرق جميع الورود والزهور التي صنعناها؟ لماذا ننكر أفضال وجمائل
الغير علينا؟ ما السبب ؟؟؟ هل للتربية دور في ذلك؟ هـــــــل لبيـئة
المجتمع تأثير تجعلنا نتنكر لجمائل الأخرين ؟ أصبحت بالفعل مشكلة
تؤرق المجتمع؟
وأنت في الحياة تتعايش مع آخــــرين ويكون هناك تفــاعل فيما بينك
والعالم المحيط بك من البشر، وكما تزرع ستجني، وبالتالي فأن زرع
الخير بنية صادقة تكون ثمارها الخير أيضاً ،،، لكن ماذا لـــو استزرعت
ورداً جميلاً وزهراً بديعاً في صحراء قاحــلة، وسقيته وتعبت عـليه ثم
تُقدم تلك الورود في باقة جميلة ورائعة إلى من أحببته أو إلى مــــن
أحتاجها، ليصاب بمرض النكران فيدمر جمال ما منحته إياه ،،، تكــــون
منتظر لكلمة شكر تنسيك تعبك، ومشاعر تقدير ترفـــــع من همتك،
لكن تواجه عكس ما توقعت،،، وتلحظ مشاعر تحـــــطم من معنوياتك،
وكلام من وراء ظهرك
قال عليه الصــــلاة والســــلام وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين: (مَنْ
استعاذ بالله فأعيذوه، ومَنْ سألكم فأعطوه، ومَنْ دعاكم فأجيبوه، ومَنْ
آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإنْ لم تجــــدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى
تعلموا أن قد كافأتموه).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به،
ومن لم يجـــــد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن
تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور).
يقول تعالى: ((يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا)) النحل 83
وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث وتناقش قضية نكـــــــران
الجميل، وكأن عقول وقلوب البشر جاحـــــده وناكره دوماً لجمائل الغير
نحوها ،،
(اتقي شر من أحسنت إليه) مقولة بارزة في جدار التاريخ, ولم تأتي من
فراغ، وأصبحت شعاراً للجميع كأحد المبادئ الهامة في الحياة، بالــــذات
في مجتمعاتنا، للأسف وهذا أصبح حال من تحسن إليه يبادلك الحســنة
بالسيئة، وبالحقد والحسد ،، وما جزء الإحسان إلا الأحسان ،،
كلــمة نُذكر بها من واجه نكران الجميل، وهي مقولة رائعة لأحد الحكماء :
(لا يزهـــدنك في المعروف كفـــــر من كفره، فإنه يشــــكرك عليه من لا
تصنعه إليه) فأجره عند الله لن يضيع، وسيرفع الله قدره وشأنه عند الناس،
ويخذل من ينكر صنيعه..
فناكر الجميل قبل الحصول على ما يريد يكون ذو وجه لطيف ونطق جميل،
وعنــــدما يحصل على مراده يتبدل قناعه (صاحب المصلحة) ولكن أتسأل
لماذا نفعـــــــل ذلك عندما لا ننسب الحـــــــق إلى صاحبه، فطر الإنسان
على حب نفسه وتقـديمها على كل شيء،، ولكن مــن الأنانية ســــرقت
تعب الآخرين أو حتى عــــــدم رد الفضل لهم ولو بكلمة الشكر والثناء، أنه
ليس من العيب نسبة الفضل إلى أحد بعد الله فالناس للناس، و لن ينقص
هذا من حقك في شيء .
أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. ... ..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
نكران الجميل له أثار سلبية على بيئة وثقافة المجتمع الذي نحن جزءً منه
في فقدان الثقة بالأخرين، حالة الاستنفار التي تعتري الأفراد، والشـــعور
بعدم الاستقرار النفسي، وكله هذه يعكس سلباً على المجتمع،، موضوع
لم يكتمل ونترك فرصة للجميع بالإضافة والمشاركة والتفاعل، وأعتقـــد أن
الكل ناله نصيب من نكران الجميل
مع تمنياتي لكم بالتوفيق